احتفل المسيحيون بعرس مريمي كبير مع وصول تمثال عذراء سيدة فاطيما الى لبنان، وهو أول بلد عربي يزوره بعد البرتغال مكان ظهور العذراء لأول مرّة عام 1917.
تجدر الاشارة الى أن التسمية بـ"سيدة فاطيما" يعود لإسم المنطقة التي ظهرت فيها العذراء والتي تحمل إسم اميرة عربية تدعى فاطيمة إبان احتلال العرب للبرتغال واسبانيا.
أسرار سيدة فاطيما
ظهرت العذراء في مدينة فاطيما البرتغالية لأول مرة في الثالث عشر من أيار من العام 1917 على ثلاثة أطفال وهم لوسيا وجاسينتا وفرانسيسكو، وأعطتهم ثلاثة أسرار طلبت منهم عدم البوح بها في ذلك الوقت ليظهر بعدها أن السرّ الأول هو عبارة عن صورة للجحيم، وكان مشهد جهنم مليئ بالشياطين والأرواح الضائعة وسط رعب لا يوصف.
وتحدثت إليهم: "لقد رأيتم الجحيم حيث تذهب أرواح الخطأة المساكين، لتحفظوهم، يريد الله أن تعم صلاة قلبي النقي على العالم وتزداد فإن قام الناس بعمل ما أخبرهم به، سينجو الكثير ويعم السلام، وستنتهي الحروب إن توقّف الناس عن تجديف بالله".
السرّ الثاني الذي اعطته مريم للأطفال الثلاثة هو إعلان تحول روسيا عن الإيمان وانتشار الإلحاد في العالم ثم عودتها للإيمان ثانية، أما السرّ الثالث فقد أعلنت لوسيا في آب 1941 أنه من غير المسموح أن تكشف عنه وكانت قد كتبته وسلمته الى الأسقف دا سيلفا، وفي زمن البابا يوحنا بولس الثاني منحت الكنيسة الإذن بكشف الجزء الاخير لا من اجل خلق الالم واليأس ولكن من اجل اطلاع الناس جميعا على هذه الرساله المهمه.
وقد شددت العذراء في السر الثالث وفي الشق الأول على انحراف المؤمنين عن العقيدة وتعاليم الكتاب المقدس وشددت على أنه في البرتغال فقط لن يُمسّ الإيمان وقد دعت البشر جميعا لأن يأتوا الى ابنها يسوع المسيح والله سيساعد العالم ولكن الذين لا يُظهرون الولاء والاخلاص سوف يهلكون، أما في الشق الثاني من السرّ الثالث فتحدثت عن الجحود في الكنيسة.
"عرس مريمي"
وبمناسبة الذكرى السنوية الثانية لتكريس لبنان والشرق الأوسط لقلب مريم الطاهر يزور تمثال عذراء سيدة فاطيما لبنان من 12 الى 16 الجاري، وفي اليوم الأول للزيارة وصلت العذراء الى بكركي حيث كان في استقبالها حشد كبير من المؤمنين حضروا من مناطق عديدة من أجل التبرّك من مريم.
وفي هذا الاطار رأت الأخت ماري كريستين لآلام يسوع عبر "النشرة" أنه "يصادف اليوم عيد قلب يسوع وفي هذه المناسبة سيتحد قلبه وقلب مريم الطاهر"، داعية "جميع المؤمنين الى الصلاة والاتكال على العناية الالهية وعلى الله".
لاحلال السلام في النفوس
أما ليلى سماحة فترى أن "حدثا مهماً سيجري بعد زيارة عذراء سيدة فاطيما وهي ستساعد على احلال السلام في نفوس البشر"، متمنية أن "تساعد العذراء الجميع وأن تشفي المرضى وترسل لنا كهنة قديسين . بدوره عقل أبو انطون المقعد منذ سنوات تمنى "الشفاء للمرضى والمساعدة احلال السلام في لبنان".
دنيز أبو عيد التي التقتها "النشرة" في بكركي لم تستطع وصف فرحتها بلقاء العذراء: "كرّسنا لبنان لقلبها الطاهر ونأمل أن تقبل منا ذلك، وتساعدنا على احلال السلام وعلى تثبيت الايمان في نفوسنا".
استقبل المؤمنون في بكركي سيدة فاطيما بكل إيمان آملين في أن تغيير هذه الزيارة الكثير في بلد يعيش في قلب العاصفة التي تضرب المنطقة وهو لا زال بمنأى عنها بعض الشيء بفضل مريم العذراء التي حمته دوماً.
تقرير: باسكال أبو نادر